حتّى ترعرعَ سَيّداً سَنَداً رِضاً |
|
أسداً شديدَ القلب غيرَ جَبان |
عَبَدَ الإلهَ مع النبيّ وإنّهُ |
|
قد كانَ بعدُ يُعَدّ في الصبيانِ (١) |
وهذا أحدُ الشعراء القدماء من مادحي أهل البيت النبويّ الطاهر قبل القرن السادس.
والقول في نظمه هذه المنقبة الجليلة يقربُ ممّا أسمعنا كه في شعر السيّد الحميري.
فإنّ صاحب الحجّة لا يستهين الغَميزة فيما يقول : مهما بلغ من الخلاعة وعدم الاكتراث ، ورمي القول على عواهنه في المعاني الشعريّة ، فإذا كان شعره قصيصياً يربو بنفسه عن القذف والرمي بالإفك ، فهو لم يَصُغ تلك المدحةَ في قالب الشعر حتّى حسبها كما هيَ كذلك ، متضافرةَ الإسناد ، موصولة الطُرُقِ ، في كلّ جيل ، عند المؤالفِ والمخالف.
ويقربُ من هذا ما جاء في داليةٍ كبرى علويةٍ ، كلّها مديحٌ واحتجاجٌ ، لشاعر أهل البيت عليهم السّلام ، الفاضل البارع علاءُ الدين ، الشيخ عليّ الشفهيني الحلّيّ ، المتوفّى في حدود السبعمائة بالحلّة ودُفن بها ، قال :
أمْ هَلْ ترىٰ في العالَمينَ بأسرهم |
|
بَشَراً سِواه بيت مكّةَ يُولَدُ؟ |
في ليلةٍ جبريلُ جاءَ بها مع الـ |
|
ـمَلَك (٢) المقدّس حولَه يتعبّدُ |
فلقد علا شَرَفاً بذاك كما بِهِ |
|
شَرَفاً علا كلَّ (٣) البقاع المسجدُ (٤) |
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٢ : ١٧٥ ، ومنهاج البراعة ١ : ٢١٨.
(٢) في الغدير : مع الملأ.
(٣) في الغدير :
فلقد سما مجداً عليُّ كما علا |
|
شرفاً به دون البقاع المسجدُ |
(٤) أخرج القصيدة كاملة في الغدير ٦ : ٣٦٠ عن عدّة نسخ خطيّة.