ضد ذلك وفصل في التأني والعجلة وفي الحب والبغض والشباب والشيب ، وفصل في ذكر القلة والكثرة. والفصل الأخير في الأعداد.
في كل هذه الأبواب السابقة وجدنا العلاقة قوية بين الباب والذي يليه وهي علاقة تسلسل تاريخي أو علاقة منطقية في تسلسل موضوعات الأبواب. أما بعد هذا فإن أبواب الكتاب تأتي موضوعاتها منفصلة الواحدة عن التي تليها. وهذا أمر طبيعي لأن الأبواب العشرة الأولى مترابطة من حيث موضوعاتها ومادتها كترابط ذكر الله تعالى وصفاته بذكر صفات الرسول صلىاللهعليهوسلم ومآثره ، وصلتهما بالباب الثالث الذي خصه للعترة الزكية حيث تلاه باب في ذكر الصحابة ، إلا أن أبواب الكتاب الأخرى لا يمكن أن نجد لها هذا الترابط لطبيعة موضوعاتها وليس بسبب منهج الثعالبي ذاته. فالباب الحادي عشر في ذكر النساء والأولاد والإخوان ، والباب الثاني عشر في ذكر الطعام والشراب ، والباب الثالث عشر في ذكر البيان والخطابة وثمرات الفصاحة ، والباب الرابع عشر في الجوابات المسكتة ، والباب الخامس عشر في ملح النوادر. والباب السادس عشر في الخروج عن حد الاقتباس. وذكر فيه فصلين الأول فيه قول أبي تمام مستفرغا قصة يوسف والثاني في ذكر المكروه في وصف الخلق ، وكأن الثعالبي يختم بهذا الباب موضوعات الأبواب السابقة التي يمكن وضعها في إطار خاص من المعاني.
أما الأبواب السابع عشر إلى الخامس والعشرين فقد تناول فيها موضوعات شتى. فالباب السابع عشر في الرؤيا وعجائبها والتعبيرات وبدائعها. والباب الثامن عشر في ذكر الخط والكتاب والحساب. وطبيعة هذا تحدد مختارات الثعالبي الأدبية إذ نجدها لا تتجاوز النثر إلى الشعر ـ ومعظمها من كتب ورسائل الكتاب وكتاباتهم وعهودهم. والباب التاسع عشر في الأمثال والألفاظ وهو باب قصير لا يتجاوز الأربع صفحات. أما الباب العشرون فهو في ذكر الشعر والشعراء وأنواع اقتباساتهم من ألفاظ القرآن الكريم تناول فيه الثعالبي اقتباسات الشعراء لمعنى من معاني القرآن الكريم ، وتداولهم لمعنى أصله في القرآن ، وفي اقتباساتهم الخفية اللطيفة. ثم يبدأ بعد هذا بتقسيم اقتباساتهم وفق منهج جديد يوزع النصوص حسب المعاني الشعرية ، ففصل في الغزل والنسيب وفصل في المدح ، وآخر في العتاب ثم في