معه حقيقة ، أولى من حمله على معنى يبقى اللفظ معه مجازا. وهذا يقتضي كون لفظ النظر حقيقة فى تقليب الحدقة لا فى الرؤية.
الحجة الثالثة عشر : ان النظر معناه بالفارسية (نگريستن) والرؤية معناه بالفارسية (ديدن) والفرق بين قولنا (نگريستن) وبين قولنا (ديدن) معلوم فى الفارسية بالبداهة ، فانهم يقولون : (بسيار نگريستم والبتة نديدم) وآخرون يقولون : (بسيار نگريستم وآخر نديدم) ومعلوم : أنهم يريدون بقولهم : (نگريستم) تحريك الحدقة الى تلك الجهة التى يعتقدون حضور المرئى فيها. وذلك يحقق ما قلناه.
الحجة الرابعة عشر : ما أنشد بعضهم :
وقفت كأنى من وراء زجاجة |
|
الى الدار من فرط الصبابة ، أنظر |
فعيناى طورا تغرقان من البكا |
|
فأغشى. وطورا يحسران فأبصر |
جعل نفسه ناظرا حال كونه مبصرا ، وغير مبصر. وهذا يدل على أن النظر غير الابصار.
الحجة الخامسة عشر : ما أنشده «أبو على الفارسى» فى كتاب «الحجة».
فيا «مى» هل تجزى بكائى بمثله |
|
مرارا ، وأنفاسى عليك الزوافر |
وانى متى أشرف من الجنب الّذي |
|
به أنت من بين الجوانب ناظر |
قال أبو على الفارسى : يطلب منها الجزاء على كونه ناظرا إليها. ولو كان النظر عبارة عن الرؤية لها ، لكان قد طلب الجزاء على منفعته ولذته وحصول غرضه. وذلك لا يقوله عاقل.
الحجة السادسة عشر : أنشد بعضهم :
اذا نظر الواشون صدت وأعرضت |
|
وان غفلوا قلت : ألست على العهد |