ويؤيّده : حديث عُيَيْنة بن حصين يوم عرض الخيل ، وذلك لما أغضب النبيّ بما مدح به النجديّين ، فغضب حتى ظهر الدم في وجهه فردّ عليه بقوله : (كذبت ، بل الجفاء والقسوة في الفدّادين أصحاب الوبر ربيعة ومضر ، من حيث يطلع قرن الشمس ...» إلى قوله : (لعن الله الملوك الأربعة جمداً ومِخْوَساً ومشرحاً وأبضعة وأُختهم العمرّدة) (١) الحديث.
وقد أخرج المناوي بعض هذا الحديث في «الكنوز» عن الدار قطني (٢) عنه عليهالسلام قوله : (الجفاء والقسوة وغلظ القلوب في الفدّادين).
وليكن هنا آخر كلامنا من هذه الرسالة.
والحمد لله ربّ العالمين (٣).
__________________
(١) مسند أحمد ٤ / ٣٨٧ ، والمستدرك على الصحيحين ٤ / ٨١ ، ومجمع الزوائد ١٠ / ٤٣ ، وكنز العمال ١٢ / ٥٤.
(٢) الكنوز للمناوي ٦٧ الكافي ، لابي جعفر الرازي ٨ / ٧٠.
(٣) الفدّ : صوت الحدي للإبل ، كنّى به عن الجمالين من أصحاب الإبل.
أصحاب الوبر : أهل البوادي ، فإنّ بيوتهم يتّخذونها منه.
قال الجوهري : قرن الشمس أعلاها ، وأوّل ما يبدو منه في الطلوع ، والمراد منه شرقيّ المدينة.
قال الفيروزآبادي : مِخْوَس ـ كمِنْبر ـ ومِشْرح ، وجمد وأبضعة : بنو معدي كرب ، الملوك الاربعة الذين لعنهم رسول الله ولعن أُختهم العمرّدة وفدوا مع الأشعث ، فأسلموا ثمّ ارتدّوا ، فقُتلوا يوم النجير فقال نائحتهم :
يا عينُ ابكي للملوك الأربعة |
|
جمداً ومِخْوساً مِشرَحاً أبضعة |
ونجد : يطلق على نجد برق ، ونجد خال ، ونجد الثرا ، ونجد عفر ، ونجد العقاب ، ونجد كب كب ، ونجد اليمن.
قال ياقوت الحموي : وبعض نجد اليمن في شرقي تهامة ، وهي قليلة الجبال مستوية البقاع ، ونجد اليمن غير نجد الحجاز ، غير أنّ جنوبي نجد الحجاز يتّصل بشمالي نجد اليمن ، وبين النجدين برّيّة ممتنعة. «معجم البلدان».