صفة وجودية قديمة أزلية قائمة بذات الرب تعالى ، متحدة لا كثرة فيها ، متعلقة بجميع المقدورات ، غير متناهية بالنسبة إلى ذاتها ، ولا بالنظر إلى متعلقاتها. لما حققناه.
وليست القدرة عبارة عما يلازمه الإيجاد بل ما يتأتى به الإيجاد ، على تقدير تهيئه ، من غير استحالة ذلك ، على نحو ما في التمييز والتخصيص بالإرادة. وبه يتبين فساد قول من ألزم الإيجاد بالقدرة القديمة على من نفي الإيجاد بالذات ، حيث ظن أن القدرة القديمة يلازمها الإيجاد لا ما يتأتى بها الإيجاد وإن لم يلازمها.
فإن قيل : كيف تدعون أن كل ممكن مقدور لله ـ تعالى ـ وأكثر أفعال الحيوانات بأسرها مقدورة لها ـ كما سيأتي ـ وإذ ذاك فلو كانت مقدورة لله ـ تعالى ـ للزم أن يكون مقدور بين قادرين وذلك ممتنع ـ كما يأتي أيضا. وأيضا فإن أكثر الموجودات متولدة بعضها عن بعض ، وهكذا ما نشاهده من تولد حركة الخاتم ضد حركة اليد ، وكذا في حركة كل متحرك بحركة ما هو قائم به وملازم له ؛ فإنه لا يمكن أن يقال : إن حركة الخاتم مخلوقة له ـ تعالى ـ وإنها غير تابعة لحركة اليد ؛ وإلا لجاز أن يخلق حركة أحدهما مع سكون الأخرى وهو لا محالة ممتنع.
والجواب : أما ما ذكروه من الشبهة الأولى : فسيأتي الجواب عنها في مسألة «خلق الأفعال» إن شاء الله ـ تعالى ـ.
وأما ما ذكروه من الشبهة الثانية : فإنهم إن أرادوا بالتولد هاهنا أن الحركة التي للخاتم كامنة في حركة اليد ، وهي تظهر عند حركة اليد منها ، كما يظهر الجنين في بطن أمه ، وكما في كل ما يتوالد. فهو المفهوم من لفظ التوالد ؛ لكنه هاهنا غير مشاهد كما ادّعوه ولا متصور أيضا. بل المشاهد المتصور ليس إلا لزوم حركة الخاتم لحركة اليد. فإن أريد بالتولد هذا فلا مشاحة في التسمية ، وإن كانت بالنسبة إلى الاصطلاح الوضعي خطأ. لكنه