حتى صار كالكلمة الواحدة فأن تكونَ اللامُ في لاهِ الجارةَ أَبْعَدُ لأنه يلزم أن يبدأ بساكن لأن اتصال الجارّية ليس كاتصال حرف التثنية بذلك الفعل ألا ترى أنه قد بُنِيَ معه على الفتح كما بُنِيَ مع النون في لأفعلنَّ على الفتح فإذا قَدَّروا المتحرّك في اللفظ تقديرَ الساكن فيما هو متصل بالكلمة لمكان البناء معها فالساكنُ الذي ليس بمتحرك معها في تقدير الانفصال منه أَجْدَرُ أن يَبْعُدَ في الجواز فأما ما أنشده بعض البصريين من قول الشاعر :
أَلا لاَ باركَ اللهْ في سُهَيْلٍ * إذا ما اللهُ بارَكَ في الرَّجالِ
فعلى ما يجوز في الشعر دون الكلام وينبغي أن يُوَجَّهَ هذا على أنه أخرجه على قول سيبويه أن أصل الاسم إله فحذف الألف الزائدة كما يقصر الممدوْد في الشعر ولا يحمله على الوجه الآخر فيلزم فيه أنه حذف العين لأن ذلك غير مستقيم ولا موجود إلا في شيء قليل فهذا مما يبين لك أن الأوجه من القولين هو أن يكون أصلَ الاسم إلهٌ فأما الإمالة في الألف من اسم الله تعالى فجائز في قياس العربية والدليل على جوازها فيه أن هذه الألف لا تخلو من أن تكون زائدةً لِفِعَالٍ كالتي في إزارٍ وعِمَادٍ أو تكونَ عينَ الفعل فإن كانت زائدة لفِعَالٍ جازت فيها الإمالة من وجهين أحدهما أن الهمزةَ المحذوفة كانت مكسورة وكسرُها يُوجب الإمالةَ في الألف كما أن الكسرةَ في عِمَادٍ توجب إمالةَ ألفِه فإن قلت كيف تمُالُ الألف من أجلِ الكسرةِ وهي محذوفةٌ فالجواب أن الكسرةَ وإن كانت محذوفةً موجبةٌ للإمالة كما كانت توجبها قبل الحذف لأنها وإن كانت محذوفةً فهي من الكلمة ونظيرُ ذلك ما حكاه سيبويه من أن بعضهمَ يميُل الألفَ في مادٍّ وشاذٍّ للكسرة المنوية في عين فاعِلٍ المدغمةِ ومنهم من يقولُ هذا ماش في الوقف فيميل الألفَ في الوقف وإن لم يكن في لفظ الكلمة كسرة فكذلك الألفُ في اللهِ تجوز إمالتهُا وإن لم تكن الكسرةُ ملفوظا بها وتجوز إمالتُها من جهة أخرى وهي أن لامَ الفعل مُنْجَزَّة فتجوز الإمالةُ لانجرارها. قال سيبويه سمعناهم يقولون من أهل عادٍ ومررت بِعِجْلاَتِك فأمالوا للجر فكذلك أيضاً تجوز الإمالة في الألف من اسم الله فإن كانت الألف في