آحادٌ وليست بجموع فكذلك هذا الاسم مُفرد ليس بجمع والاصل فيه التذكير وعليه جاء (وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) وأما قوله (أَنْ يَعْبُدُوها) فانما أنث على ارادة الآلهة التى كانوا يعبدونها ويدل على أنه مصدر مفرد قوله تعالى (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) فأفرد فى موضع الجمع كما قال الشاعر
* هُمُ بَيْنَنا فَهُمْ رِضًا وهُمُ عَدْلُ*
فاما قراءة الحسن أولياؤُهم الطَّواغيتُ فانه جمع كما جمع المصادر فى قوله
هل من حُلُومٍ لَاقْوامٍ فتُنْذِرَهُمْ |
|
ما جَرَّبَ النَّاسُ من عَضِّى وتَضْرِيسِى |
وهو من الطُّغْيانِ الا أن اللام قُدِّمت الى موضع العين لما كان يلزمها لاعتلالها من الحذف* قال أبو سعيد السيرافى* يقال طَغَى يَطْغَى وطَغِىَ يَطْغَى وهو من الواو بدلالة أنه اذا كسر الطاغوتُ قيلَ طَواغِيت فاما الطُّغْيانُ فمعاقبة وقال فى موضع آخر طَغَوْتُ وطَغَيْتُ فالطُّغْيانُ من طَغَيْتُ والطَّاغُوتُ من طَغَوْتُ وأما طَغْوَى فقد يكون من طَغَوْتُ ويكون من طَغَيْتُ فيكون من باب تَقْوَى وقد قيل انه اذا ذُكِّرَ الطاغُوت ذُهِبَ به الى معنى الالَهِ واذا أُنث ذهب به الى معنى الاصنام (والسَّهَامُ) الرِّيح الحارّة واحدها وجمعها سواء
باب ما يكون واحدا يقع على الواحد والجميع
والمذكر والمؤنث بلفظ واحد
وهذا مما كادَ يَخُصُّ المصدر وان لم يكن خَصَّ فقد غَلَبَ وطَائفة تذهب الى أن المضاف محذوف وطائفة تقول ان المصدر لما كان واحدا يدل على القليل والكثير من جنسه جعلوه مفردا
من ذلك (الصَّدِيقُ) يكون مذكرا ومؤنثا وجمعا باتفاق من لفظه ومعناه وذلك أنه لا يخرج عن معنى الصَّدَاقة كما نقلت المَنُونُ فى حال تذكيرها إلى معنى الدَّهْر ويجوز أن تؤنث الصَّدِيقَ وتثنيه وتجمعه فتقول صَدِيقة وصَدِيقانِ وأَصْدِقاءُ وصَدِيقُون وأَصَادِق وأنشد أبو العباس