فلا زِلْنَ دَبْرَى ظُلَّعًا لِمْ حَمَلْنَها |
|
إلى بَلَدٍ ناءٍ قليلِ الاصَادِقِ |
وكذلك (الرَّسُولُ) وقد جمعوا الرَّسُولَ وثَنَّوْهُ كما جمعوا الصَّدِيقَ وثَنَّوْهُ وقد أَنَّثُوه فمما جاء منه مُثَنَّى قوله تعالى (إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ) وقال (تِلْكَ الرُّسُلُ) وقال بعضهم من أنَّث فانما يذهب الى معنى الرِّسالة واحتج بقول الشاعر
فابْلِغْ أبا بَكْرٍ رَسُولاً سَريعةً |
|
فما لَكَ يا ابْنَ الحَضْرَمىِّ ومالِيَا |
وقال أراد رسالةً سريعةً وأنشد الفراء
لو كانَ فى قَلْبِى كقَدْرِ قُلامةٍ |
|
فَضْلٌ لغَيْرِك قد أَتاها أرْسُلِى |
جَمَع الرسولَ على أفْعُل وهو من علامات التأنيث ومن ذلك (الضَّيْفُ) وفى التنزيل (هؤُلاءِ ضَيْفِي) وقال (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) وقد ثُنِّىَ وجُمع وأُنِّثَ قال الشاعر
* فأَودَى بما تُقْرَى الضُّيُوفُ الضَّيَافِنُ*
وقال آخر
لَقًى حَمَلَتْهُ أُمُّه وهْىَ ضَيْفةٌ |
|
فجاءتْ بَيَتْنٍ للضِّيافةِ أَرْشَمَا |
ومن ذلك (الطِّفْلُ) وفى التنزيل (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) وفى موضع آخر (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) وقد يجوز أن يثنى ويجمع ويؤنث فتقول طِفْلانِ وأطْفالٌ وطِفْلَة فيكون قوله عزوجل (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) فى هذا المذهب على قوله
* قد عَضَّ أعْناقَهُمْ جِلْدُ الجَوامِيس*
وكُلُوا فى بَعْضِ بَطْنِكُمُ وفى حَلْقِكُمْ عَظْمُ وقد أجدتُ استقصاء هذا فى أول الكتاب واختصرته هنا ولم أُخِلَّ فاما الطِّفْلُ من غير الطِّفْلِ الذى يُعْنَى به الصغير من الحيوان كطِفْلِ الحُبِّ والهَمِّ فمجموع قال الشاعر
* يَضُمُّ الَىَّ الَّليْلُ أَطْفالَ حُبِّها*
ومن ذلك (البُورُ) وَصْفٌ وهو الهالك قال الشاعر فيما جاء للواحد
يا رَسُولَ المَلِيكِ انَّ لِسَانِى |
|
رَاتِقٌ ما فَتَقْتُ اذْ أنا بُورُ |
وقال فيما هو للجميع