وكأني انظر الى أهل انار فيها معذبون يصطرخون.
وكأني أسمع الآن زفير النار نعزفون في مسامعي (١).
قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأصحابه : هذا عبد نوّر الله قلبه للإيمان.
ثمّ قال : الزم ما أنت عليه.
قال : فقال له الشاب : يا رسول الله! ادع الله لي أن اُرزق الشهادة معك.
فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك.
فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي صلىاللهعليهوآله فاستشهد بعد تسعة نفر ، وكان هو العاشر (٢).
__________________
(١) في الكافي بدل ( يعزفون في مسامعي ) (يدور في مسامعي).
(٢) رواه الكليني رضي اللهُ عنه في الكافي : ج ٢ ، ص ٥٣ ، ح ٢ ورواه البرقي في المحاسن : ص ٢٥٠ ، ح ٢٦٥ ( كتاب مصابيح الظلم من المحاسن) ، باب ٢٩. ونقله المجلسي في البحار : ج ٢٢ ، ص ١٤٦ ، ح ١٣٩ ، عن (نوادر الراوندي) ، وفي ج ٦٧ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٥ ، وفي ج ٦٧ ، ص ٣١٣ ، ح ٤٦ ، وفي ج ٧٠. وراجع معاني الأخبار للصدوق : ص ١٨٧ ، باب معنى الاسلام والإيمان ، وفي ج ٥ ص ١٥٩ ، ح ١٧ وفي ج ٧٠ ، ص ١٧٤ ، ح ٣٠.
ولا يكاد ينقضي عجبي من قوم دخلاء على أحاديث بيت العصمة والطهارة يتجرّؤون ويتجاسرون على أهل البيت عليهم السلام ، وهم يدّعون انّهم من شيعتهم فينسبون لأهل البيت عليهم السلام ما يعجبهم من الاخبار ويرون عنهم ما لا يفهمون ولا يفقهون ، وكأنهم أولياء عليهم لا أولياء لهم. اعاذنا الله تعالى من أقوالهم. وعليه فيصححون بعض الأخبار بحسب عقولهم وسليقتهم ، وينفون غيرها بذلك ، كما عمل ذلك بعذ مَن علّق على بحار العلاّمة المجلسي أعلى الله تعالى مقامه فهم :
أولاً : لا يعرفون انّ السند اذا صحّ كان حجّة على العباد لأن خبر الثقة حجّة.
وإن لم يصح لا يجوز ردّه لاحتمال أن يكون قد صدر عن أهل البيت عليهم السلام فيكون ردّاً عليهم كما ورد في الخبر الشريف عن الامام الباقر عليه السلام الذي رواه الكليني في الكافي الشريف في باب اكتمان عن أبي عبيدة الحذّا ء قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : (والله ان احبّ أصحابي اليّ اورعهم وافقههم واكتمهم لحديثنا وان أسوأهم عندي حالاً وامقتهم الذي اذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يعقله اشمأز منه وجحدهِ ، وكفر من دان به ، وهو لا يدري لعلّ الحديث منم عندنا خرج وإلينا اسند ، فيكون بذلك خارجاً من ولا يتنا).
وفي البصائر روى الشيخ الثقة محمّد بن الحسين الصفار بإسناده عن أحدهما عليهمالسلام