__________________
قال : (لا تكذبوا بحديث اتاكم به أتحتد فانّكم لا تدرون لعلّه من الحقّ تكذّبوا الله فوق عرشه).
والروايات في هذا المعنى قد بلغت استفاضتها حدّ التواتر.
وثانياً : انّ التدين لا يقاس بعقول الرجال كما ورد في الاخبار المسفيضة إن لم يد التواتر على النهي بالعمل بالرأي والقياس والاستحسان حتّى صار ذلك من ضروريات لامذهب كمما ادّعاغه كثير من الأساطين أهل التحقيق ، وهو الصحيح ، فمنها ما رواه المفيد بإسناد صحيح عن زرارة بن أعين قال : قال لي أبو جعفر بن علي عليهم السلام : يا زرارة إياك وأصحاب القياس في الدين فانّهم تركوا علم ماوكلوّا به ، وتكلفوا ما قد كفوه ، يتأوّلون الأخبار ويكذّبون على الله عزّوجلّ ... ) « الوسائل : كتاب القضاء ، أبواب صفات القاضي ، باب ٦ ، ح ٤٣ ».
وفي رواية عبد الرحمان بن الحجاج عن الصادق عليه السلام قال : ( .. إيّاك عن خصلتين تهلك فيهما الرجال : أن تين بشيء من رأيك ، أ, تفتي الناس بغير علم « الوسائل كتاب القضاء : أبواب صفات القاضي ، باب ٤ ، ح ٢٩.
وانّما أوجب الأئمة عليهمالسلام الرجوع إليهم والعمل برواياتهم وقد بحث علماؤنا ذلك في علوم خاصّة.
وثالثاً : بطلان حجّة اولئك الذين لم يفهموا شيئاً من الأخبار ، وإليك المثال هذا ، حيث علّق على هذا الحديث الشريف بقوله :
( الظاهر أن هذا الحديث من سفاسف المتصوفة المتزهدة ، خصوصاً بملا حظة ما في بعضها انّه كان في امسجد يخفق ويهوي برأسه ، فانّه من شعار المتصوفة).
هامش البحار : ج ٧٠ ، ص ١٧٥ ، ١٧٦.
ويحاب عليه ـ ولو انّي لا أرى حاجة للجواب لولا تكرر هذه الخزعبلات منه في عدّة مواضع من الكتاب الشريف ـ بعدة ادوبة منها :
أولاً : متى كان الخفق من شعار المتصوفة؟ وفي أي كتاب يوجد هذا الشعار؟!
وهو أمر طبيعي لمن يقضي ليله بالعبادة وسهر التهجد أن تخفق عينه بالنهار.
نعم الذين لم يعرفوا التهجد ، ولم يرزقوا الحياء الليل في العبادة ، يعتبرون ذلك أمراً غريباً.
وثانياً : ما هو تحديد معنى الصوفي؟ فهل أن كل عابد زاهد فهو صوفي في رأية؟ أم انّ الصوفية مذهب خاص له افكاره وآراؤه ونظكرياته في الوجود والواجب والمعاد والسير الى الله تعالى والسلوك إليه ، والوسيلة إليه وغير ذلك.