والأرحام ، وشعب تخرج حتّى تتصل بالعضل المحاذية لهذه المواضع ، حتّى إذا جاء إلى آخر الفقار انقسم قسمين ، أخذ كلّ واحد منهما نحو إحدى الرجلين ، وانقسما فيهما كانقسام العروق الكبدية ، إلّا أنهما غائران ، ويظهر نبضهما عند الاربيتين ، وعند العقب تحت الكعبين الداخلتين ، وفي ظهر القدمين بالقرب من الوتر العظيم ، فتبارك الله الحكيم العليم.
فصل
وأمّا المريء والمعدة : فالمريء مؤلف من جوهر لحمي ، وطبقات غشائية ، تحيط بها شعب من الأوردة والشرايين ، وشعب من الأعصاب ، أمّا اللحمية فظاهرة ، والطبقة الداخلانية مطاولة الليف ، بها يجذب ، والخارجة مستعرضة الليف بها يدفع المزدرد إلى المعدة ، ويعصر ، وبها وحدها يتم القيء ، ولذلك يعسر.
وموضعه خلف قصبة الرئة ، كما مر ، على استقامة فقار العنق ، وينحدر معه زوج العصب النازل من الدماغ ملتويا عليه ، فإذا جاوز الفقرة الرابعة من فقار الصلب ، المسماة بفقار الصدر ، ينحرف يسيرا إلى الجانب الأيمن ليوسع المكان على العرق النابت من القلب ، ثمّ ينحدر على استقامة الفقرات الباقية ، حتّى إذا وافى الحجاب انفتح له منفذ فيه ، ويرتبط عند المنفذ برباطات تشمله وتحوطه لئلّا يزدحم العرق الكبير المارّ فيه ، ولا يضغطه عند الازدراد ، فإذا جاوز الحجاب أخذ يتّسع ، ويسمى ـ حينئذ ـ فم المعدة ، ويتدرّج في الاتساع حتّى يتم المعدة مستديرا ، إلّا أن ما يلي الصلب منها منبطح ، ليحسن ملاقاتها به، وأسفلها واسع ؛ لأنّه مستقرّ الطعام ، وهي ذات طبقتين داخلتهما طولانية الليف ؛ لأنّ أكثر