الصفاق ، وتتصل به ، وتتفرّق فيه ، وحدبته تلي الأضلاع ، تستند بأغشيتها لأنه ليس متعلقا بها برباطات كثيرة قوية ، بل بقليلة ليفية.
ومن هذا الجانب تأتيه العروق الساكنة والضاربة الكثيرة ، لتسخّنه ، ويقاوم برد السوداء المندفعة إليه ، ويهضمها ، ولحميّته تتخلخل ليسهل قبوله الفضول السوداوية ، وله عنق متصل بمقعّر الكبد ، حيث يتصل عنق المرارة ، به يجذب السوداء من الكبد ، وعنق آخر ينبت من باطنه متّصل بفم المعدة ، به يدفع السوداء إليها ، ويغشيه غشاء ينبت من الصفاق ، كما مرّ ، وشأنه أن يكون مفرغة للسوداء الطبيعي ، كما دريت ، وليس لبعض الحيوانات ، والذي للجوارح منها صغير.
فصل
وأمّا الكليتان فكلّ واحدة منهما مثل نصف دائرة ، محدبها يلي الصلب ؛ ليسهل الانحناء إلى قدام ، ولحمها لحم ملزز ؛ ليكون قوي الجوهر ، غير سريع الانفعال ، عما ينجذب إليها من المائية الحادة الّتي يصحبها خلط حاد ، وليقدر على إمساك المائية ، ريثما يتميّز عنها الدم ، لتغتذي به ، وليقدر الإنسان بسبب قدرة الكلية على هذا الإمساك على إمساك البول إلى وقت اختياره ، وليمنع عن نشف غير الرقيق وجذبه ، وليتدورك بتلززه ما وجب من صغر حجمه.
وفي باطن كلّ واحد منهما تجويف يجتمع فيه ما يتحلل إليها ؛ ليميز قوتها الغاذية الدموية من المائية ، ويصرفها إلى غذائها ، ثمّ يرسل المائية إلى المثانة.
ولكلّ منهما عنق يتّصل بالأجوف من الكبد ؛ ليجذب المائية ، وآخر يتصل