مؤمن» (١).
والسرّ فيه أن الصور المحسوسة ظلال للصور المثالية ، فالعارف بالمناسبات يعرف ذلك.
روى في بصائر الدرجات ، بإسناده عن سليمان الجعفري ، قال : كنت عند أبي الحسن عليهالسلام فقال : يا سليمان ، اتّق فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله ، فسكتّ حتى أصبت خلوة ، فقلت : جعلت فداك ، سمعتك تقول : اتّق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ، قال : نعم يا سليمان ، إنّ الله خلق المؤمن من نوره في رحمته (٢) ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية ، والمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمّه ، أبوه النور ، وأمّه الرحمة ، وإنما ينظر بذلك النور الّذي خلق منه (٣).
وبإسناده عن مولانا الباقر عليهالسلام ، قال : «ليس مخلوق إلّا وبين عينيه مكتوب : مؤمن ، أو كافر ، وذلك محجوب عليكم ، وليس بمحجوب عن الأئمة من آل محمّدصلىاللهعليهوآله ، ثمّ ليس يدخل عليهم أحد إلّا عرفوه ، مؤمن أو كافر ، ثمّ تلا هذه الآية : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (٤)» (٥).
وبإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، أن أمير المؤمنين عليهالسلام صعد المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثمّ قال : يا أيها الناس ، إن شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ، لا يشذّ منها شاذّ ، ولا يدخل فيها داخل ، وإني لأعرفهم حين
__________________
(١) ـ ورد بمضمونه في صحيح مسلم : ٨ : ١٩٥.
(٢) ـ في المصدر : وصبغهم في رحمته.
(٣) ـ بصائر الدرجات : ٧٩ ، ح ١.
(٤) ـ سورة الحجر ، الآية ٧٥.
(٥) ـ بصائر الدرجات : ٣٥٤ ، ح ١.