إلى سماء الدنيا ، فيما أظن ، فيلقيه إلى السحاب ، والسحاب بمنزلة الغربال ، ثمّ يوحي الله إلى الريح أن اطحنيه ، وأذيبيه ذوبان الماء ، ثمّ انطلقي به إلى موضع كذا وكذا ، فأمطري عليهم ، ليكون كذا وكذا عبابا ، وغير ذلك ، فتقطر عليهم على النحو الّذي يأمرها به ، فليس من قطرة تقطر إلّا ومعها ملك حتّى يضعها موضعها ، ولم ينزل من السماء قطرة من مطر إلّا بعدد معدود ، ووزن معلوم إلّا ما كان من يوم طوفان على عهد نوح ، فإنه نزل بماء منهمر ، بلا وزن وعدد» (١).
وعنه عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله تعالى جعل السحاب غرابيل للمطر ، حتى (٢) يذيب البرد حتّى يصير ماء لكيلا يضرّ شيئا يصيبه ، فالذي ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من الله تعالى يصيب بها من يشاء من عباده ، ثمّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تشيروا إلى المطر ، ولا إلى الهلال ، فإنّ الله يكره ذلك» (٣).
وهذا الكلام يحتمل معنيين :
أحدهما : الإشارة باليد.
والثاني : الإشارة إلى كيفية حدوثهما ، فإنّ ذلك يضرّ باعتقاد العامة ، وهو أقرب ، ويشهد له قوله عزوجل : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) (٤).
__________________
(١) ـ الكافي : ٨ : ٢٣٩ ، ح ٣٢٦.
(٢) ـ في المصدر «هي» بدل «حتى».
(٣) ـ المصدر السابق.
(٤) ـ سورة البقرة ، الآية ١٨٩.