فصل
فإن قال قد قطعتم عذري في الجواب عما تعلق به خصماؤكم من تأويل هذه الآية وأزلتم بحمد الله ما اشتبه على من مقالهم فيها ولكن كيف يمكنكم تأويل قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (١)
وقد علمتم أنه لم يقاتل المرتدين بعد النبي صلىاللهعليهوآله إلا أبو بكر فوجب أن يكون إماما وليا لله تعالى بما ضمنه التنزيل وهذا ما لا نرى لكم عنه محيصا.
قيل له : قد بينا فيما سلف وجه التأويل لهذه الآية وذكرنا (٢) عن خيار الصحابة أنها نزلت في أهل البصرة بما رويناه عن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وقد جاءت الأخبار بمثل ذلك عن أمير
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٤.
(٢) تقدم البحث حوله مع التخريجات في ص ١٢٥ و ١٢٦