مسألة أخرى
فإن قالوا : أفليس قد وردت الأخبار بأن أبا بكر كان يعول على مسطح ويتبرع عليه فلما قذف عائشة في جملة أهل الإفك امتنع من بره وقطع عنه معروفه وآلى في الامتناع من صلته فأنزل الله تعالى (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢).
وأخبر أن أبا بكر من أهل الفضل والدين والسعة في الدنيا وبشره بالمغفرة والأجر العظيم وهذا أيضا يضاد معتقدكم فيه.
الجواب
قيل لهم لسنا ندفع أن الحشوية قد روت ذلك إلا أنها لم تسنده
__________________
(١) أسباب النزول للسيوطي ٢ : ٣٠ ، الجامع لاحكام القرآن للقرطبي ١٢ : ٢٠٧ ، الكشاف ٣ : ٢٢٢ تفسير البيضاوي ٢ : ١١٩ ، تفسير الرازي ٢٣ : ١٨٦.
(٢) سورة النور ٢٤ : ٢٢.