فصل
فإن قال أفليس الله تعالى يقول في سورة الفتح (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) (١)
وقد علمت الكافة أن أبا بكر وعمر وعثمان من وجوه أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ورؤساء من كان معه وإذا كانوا كذلك فهم أحق الخلق بما تضمنه القرآن من وصف أهل الإيمان ومدحهم بالظاهر من البيان وذلك مانع من الحكم عليهم بالخطإ والعصيان (٢)؟!
قيل لهم : إن أول ما نقول في هذا الباب أن أبا بكر وعمر وعثمان ومن تضيفه (٣) الناصبة إليهم في الفضل كطلحة والزبير وسعد وسعيد وأبي عبيدة وعبد الرحمن لا يتخصصون من هذه المدحة بما خرج عنه
__________________
(١) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
(٢) في ب ، ح ، م : النسيان.
(٣) في أ : يصفه ، وفى ب ، م : تضفه.