فصل
فإن قال قد فهمت ما ذكرتموه في هذه وما قبلها من الآي ولست أرى لأحد حجة في دفعه لوضوحه في البيان ولكن خبروني عن قوله تعالى في سورة النور (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (١).
أليس قد ذكر المفسرون أنها في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب عليهالسلام؟! واستدل المتكلمون من مخالفيكم على صحة ذلك بما حصل لهم من جميع هذه الصفات :
فأولها : أنهم كانوا حاضرين لنزولها بدليل كاف المواجهة (٢) بلا اختلاف ثم إنهم كانوا ممن خاف في أول الإسلام فآمنهم الله تعالى ومكن لهم في البلاد وخلفوا النبي صلىاللهعليهوآله وأطاعهم العباد فثبت أنها
__________________
(١) سورة النور ٢٤ : ٥٥.
(٢) المراد منها كاف الخطاب في الآية.