مسألة أخرى
فإن قالوا أفليس قد آنس الله تعالى نبيه صلىاللهعليهوآله بأبي بكر في خروجه (١) إلى المدينة للهجرة وسماه صاحبا له في محكم كتابه وثانيا لنبيه صلىاللهعليهوآله في سفره ومستقرا معه في الغار لنجاته فقال تعالى (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عليه وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢) وهذه فضيلة جليلة يشهد بها القرآن فهل تجدون من الحجة مخرجا.
جواب
قيل لهم : أما خروج أبي بكر مع النبي صلىاللهعليهوآله فغير مدفوع وكونه في الغار معه غير مجحود واستحقاق اسم الصحبة معروف إلا أنه ليس في واحدة منها ولا في جميعها ما يظنون له من الفضل فلا تثبت
__________________
(١) في ب زيادة : من مكة.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٤٠.