الآية دعا النبيّ صلىاللهعليهوسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجلّلهم بكساء ثمّ قال اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا. قالت أمّ سلمة وأنا معهم يا رسول الله ، قال أنت على مكانك وأنت إلى خير» (١). وليس في الحديث ذكر لعلي. ولكن مؤلف التاج أورد الحديث في فصل الفضائل وفيه ذكر لعلي (٢) ، ومنها حديث رواه كذلك مسلم والترمذي عن عائشة قالت : «خرج النبي صلىاللهعليهوسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثمّ جاء الحسين فأدخله معه ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ثمّ جاء عليّ فأدخله ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣٣)» (٣). ونحن نتوقف في هذه الأحاديث وفي الحديث الأول معا التي فيها إخراج لنساء النبي من تعبير (وَنِساءَكُمْ) في الحديث الأول من تعبير (أَهْلَ الْبَيْتِ) في الأحاديث الأخرى وحصر الأول في فاطمة وحصر الثاني في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم لأن هذا مناقض لصراحة الآيات القرآنية. وسوف نزيد هذا الأمر شرحا في تفسير سورة الأحزاب ، والله تعالى أعلم.
استطراد إلى حديث مروي في صدد الآية
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ ...) إلخ
من آيات السلسلة ورسالة النبي صلىاللهعليهوسلم
لهرقل ملك الروم وشهادة لأبي سفيان وتعليق على ذلك
لقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : «حدثني أبو سفيان من فيه إلى فيّ قال انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين النبي (٤) فبينا أنا بالشام إذ جيء
__________________
(١) التاج ، ج ٤ ص ١٨٥.
(٢) التاج ، ج ٣ ص ٣٠٨.
(٣) المصدر نفسه ص ٣٠٨ أيضا.
(٤) يقصد هدنة الحديبية التي انعقدت بين النبي وبين زعماء قريش لمدة عشر سنوات في السنة السادسة للهجرة.