مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩) وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٠)) [٨ ـ ١٠]
(١) الذين تبوّؤوا الدار والإيمان من قبلهم : الجمهور على أن الجملة كناية عن الأنصار والدار هي دار الهجرة أي المدينة ؛ حيث كانوا مقيمين فيها وقد آمنوا قبل قدوم المهاجرين إليها.
(٢) لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا : الجمهور على أن الضمير في الكلمتين الأوليين عائد إلى الأنصار وفي كلمة (أُوتُوا) عائد إلى المهاجرين. ومعنى الجملة لا يشعر الأنصار بحسد أو غيرة مما أوتي المهاجرون.
(٣) يؤثرون على أنفسهم : من الإيثار أي يؤثرون الغير على أنفسهم.
(٤) خصاصة : فاقة وحاجة.
تعليق على الآية
(لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (٨)
والآيتين التاليتين لها
عبارة الآيات واضحة. وتبدو أنها بيان توضيحي للمستحقين للفيء من الفقراء حيث شمل أولا الفقراء المهاجرين الذين اضطروا إلى الخروج من ديارهم والتخلي عن أموالهم فيها ابتغاء فضل الله ورضوانه ونصرة دينه ورسوله. وثانيا فقراء الأنصار الذين آمنوا برسالة النبي في دار الهجرة قبل أن يأتي إليها المهاجرون ورحبوا بالذين هاجروا إليهم وأحبوهم والذين يؤثرون غيرهم على أنفسهم ولو كان