ويشهد له قوله عليهالسلام بعد ذلك : «كافر بنبوّة كلّ عيسى لم يقرّ ولم يبشّر» فانّ هذا في قوّة مفهوم التعليق المستفاد من الكلام السابق.
وأمّا التزامه عليهالسلام بالبيّنة على دعواه فلا يدلّ على تسليمه الاستصحاب وصيرورته مثبتا بمجرّد ذلك ،
______________________________________________________
(ويشهد له) أي : لارادة المجموع من حيث المجموع (قوله عليهالسلام بعد ذلك : «كافر بنبوّة كلّ عيسى لم يقرّ ولم يبشّر») بنبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (فانّ هذا) الكلام من الإمام عليهالسلام هنا (في قوّة مفهوم التعليق المستفاد من الكلام السابق) وهو قوله عليهالسلام : انا مقرّ بنبوة عيسى وكتابه ، وما بشر به امته ، وأقرّت به الحواريون (١).
إذن : فالاقرار معلق على اعتراف الكتابي بمركب ارتباطي جزء منه : النبوة ، وجزء منه : البشارة بنبي الاسلام ، فإذا قبل الكتابي المركب كله فقد انقطع استصحابه ، لأنه قد اعترف بنبوة نبي الاسلام ، وإذا لم يقبل الكتابي جزء البشارة ، فقد انعدم المركب كله ، فلا إقرار منّا حتى يلزمنا بالاستصحاب ، فلا استصحاب هنا على كل تقدير
(و) ان قلت : إذا كان الإمام عليهالسلام لم يقبل استصحاب الجاثليق ، فلما ذا قبل من الجاثليق أن يأتيه بالبينة؟.
قلت : (أمّا التزامه عليهالسلام بالبيّنة على دعواه) الظاهر من قوله عليهالسلام للجاثليق : الآن جئت بالنصفة (فلا يدلّ على تسليمه) عليهالسلام من الجاثليق (الاستصحاب وصيرورته) أي الجاثليق بالاستصحاب (مثبتا) ومدّعيا (بمجرّد ذلك) أي :
__________________
(١) ـ عيون أخبار الرضا : ص ١٥٧ ، التوحيد : ص ٤٢٠ ، الاحتجاج : ص ٤١٧ ، بحار الانوار : ج ١٠ ص ٣٠٢ ب ١٩ ح ١.