الاستصحابين لعدم العثور على مصداق له ، فانّ الاستصحابات المتعارضة يكون التنافي بينها من جهة اليقين بارتفاع أحد المستصحبين ، وقد عرفت : أنّ عدم العمل بكلا الاستصحابين ليس مخالفة لدليل الاستصحاب سوّغها العجز ، لأنّه نقض اليقين باليقين ، فلم يخرج عن عموم : «لا تنقض» عنوان
______________________________________________________
الاستصحابين) الأربعة السابقة (لعدم العثور على مصداق) خارجي (له) أي : لهذا القسم الأخير من التعارض بين الاستصحابين (فانّ الاستصحابات المتعارضة يكون التنافي بينها من جهة اليقين بارتفاع أحد المستصحبين) ولذا لا يمكن فيهما جريان الاستصحابين معا ، أو لا جريان أحدهما منفردا.
هذا (وقد عرفت : أنّ عدم العمل) بعموم : «انقذ كل غريق» ـ مثلا ـ في انقاذ الغريقين مخالفة لدليل : «انقذ كل غريق» الشامل لهما ، لكن سوّغ هذه المخالفة عجز المكلّف عن انقاذهما معا فينقذ أحدهما ، بينما عدم العمل (بكلا الاستصحابين ليس مخالفة لدليل الاستصحاب سوّغها) أي : سوّغ تلك المخالفة (العجز) عن العمل بهما معا حتى يختار العمل بأحدهما كما في انقاذ الغريقين ، بل عدم العمل بهما هو امتثال لدليل الاستصحاب ، حيث قال في ذيله : «ولكن انقضه بيقين آخر» (١) فانّه لمّا علم بارتفاع أحد اليقينين علما اجماليا ، لزم منه عدم العمل بالاستصحابين السابقين ، وذلك (لأنّه نقض اليقين باليقين) الآخر وهو هنا العلم الاجمالي المخالف للاستصحابين السابقين.
إذن : (فلم يخرج) بنقض اليقين باليقين (عن عموم : «لا تنقض» عنوان
__________________
(١) ـ تهذيب الاحكام : ج ١ ص ٨ ب ١ ح ١١ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٢٤٥ ب ١ ح ٦٣١.