ينطبق على الواحد التخييري.
وأيضا فليس المقام من قبيل ما كان الخارج من العام فردا معيّنا في الواقع غير معيّن عندنا ، ليكون الفرد الآخر غير المعيّن باقيا تحت العام ، كما إذا قال : اكرم العلماء ، وخرج فرد واحد غير معيّن عندنا ،
______________________________________________________
ينطبق على الواحد التخييري) كما كان يخرج ـ مثلا ـ عن عموم : «انقذ كل غريق» حيث ان عمومه يشمل انقاذ الغريقين معا ، لكن عجز المكلّف أوجب مخالفته ، فخرج عن عمومه عنوان ينطبق ذلك العنوان على ما يكون معناه : وجوب العمل بانقاذ أحد الغريقين تخييرا ، فيختار أحدهما ، بينما ما نحن فيه ليس كذلك.
(و) هنا توهم ثان وهو : انّه يوجد في مورد تعارض الاستصحابين قبل طروّ العلم الاجمالي استصحابين ، لكن بعد طروّ العلم الاجمالي يزول أحدهما ويبقى الآخر المعيّن في الواقع المجهول عندنا ، فيكون من الدوران بين المحذورين : حرمة نقض أحد الاستصحابين للنهي : «لا تنقض» ووجوب نقض الآخر للرأي : «بل انقضه بيقين آخر» وحكمه التخيير ، فيعمل بأحد الاستصحابين تخييرا ، فانّ هذا الكلام الجديد غير تام (أيضا) كما لم يتم الكلام السابق.
وإنّما لم يتم هذا أيضا ، لأنّه كما قال : (فليس المقام) أي : مقام تعارض الاستصحابين (من قبيل ما كان الخارج من العام فردا معيّنا في الواقع غير معيّن عندنا ، ليكون الفرد الآخر) المعيّن في الواقع (غير المعيّن) عندنا (باقيا تحت العام ، كما إذا قال : اكرم العلماء ، وخرج فرد واحد غير معيّن عندنا) معيّن في الواقع ، وذلك كما لو قال بعد قوله «اكرم العلماء» : لا تكرم زيدا ، وتردّد زيد