وينبغي التنبيه على امور :
الأوّل :
إنّ المحمول عليه فعل المسلم هل الصحة باعتقاد الفاعل أو الصحة الواقعيّة؟.
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : «ان الخوارج ضيّقوا على انفسهم بجهالتهم» (١) أي : ان جهلهم بالاحكام ـ ومنها أصالة الصحة في فعل الغير ، وخاصّة في فعل علي عليهالسلام مع عملهم بنص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه ، وقوله فيه : «علي مع الحق ، والحق مع علي يدور معه حيثما دار» (٢) ـ سبّب الضيق عليهم ، كما ورد مثل ذلك بالنسبة لأهل الكتاب من قبلهم حيث قال سبحانه : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) (٣).
ومن المعلوم : ان ترك العمل بأصل الصحة يوجب ضيقا وحرجا على الانسان.
(وينبغي التنبيه على أمور) تالية :
(الأوّل : إنّ المحمول عليه فعل المسلم هل الصحة) الاعتقادية ، وهو الصحيح (باعتقاد الفاعل) وتطابقه مع اعتقاد الحامل (أو الصحة الواقعيّة) الاعم من تطابق الاعتقادين؟ احتمالان بل قولان.
مثلا : لو كان زيد يرى تحريم عشر رضعات ، وعمرو لا يرى التحريم ، فتزوّج عمرو بالتي ارتضعت معه عشر رضعات ، وبعد موت عمرو جاء الورثة الى زيد
__________________
(١) ـ قرب الاسناد : ص ١٧١ ، تهذيب الاحكام : ج ٢ ص ٣٦٨ ب ١٣ ح ٦١ ، من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٢٥٧ ح ٧٩١ ، وسائل الشيعة : ج ٣ ص ٤٩١ ب ٥٠ ح ٤٢٦٢ وج ٤ ص ٤٥٦ ب ٥٥ ح ٥٧٠١.
(٢) ـ تاريخ ابن عساكر : ج ٤٢ ص ٤٤٩ ، ينابيع المودة : ج ١ ص ٢٦٩ ، المعيار والموازنة : ص ١١٩ ، تاريخ بغداد : ج ١٤ ص ٣٢٢.
(٣) ـ سورة النساء : الآية ١٦٠.