حيث انّ الظاهر : أنّ كلّ ما لولاه لزم الاختلال ، فهو حقّ ، لأنّ الاختلال باطل ، والمستلزم للباطل باطل ، فنقيضه حقّ ، وهو اعتبار أصالة الصحة عند الشك في صحة ما صدر عن الغير.
ويشير إليه أيضا : ما ورد من نفي الحرج ، وتوسعة الدّين وذمّ من ضيّقوا على أنفسهم بجهالتهم.
______________________________________________________
(حيث انّ الظاهر : أنّ كلّ ما لولاه لزم الاختلال) بمعاش المسلمين ومعادهم (فهو حقّ) يدا كان أو سوق المسلمين أو أرض الاسلام أو اصالة الصحة أو غيرها ، وذلك (لأنّ الاختلال باطل) قطعا ، لانه خلاف الغرض (والمستلزم للباطل) مثل : عدم اعتبار أصالة الصحة : أو اليد أو السوق أو ما أشبه (باطل فنقيضه حقّ).
وإنّما كان نقيضه حقا ، لعدم امكان الجمع بين النقيضين (وهو) اي : نقيضه : (اعتبار أصالة الصحة عند الشك في صحة ما صدر عن الغير) ومن الواضح : ان هذا دليل عقلي ، لا انه حكم العقل ، فان حكم العقل مثل استحالة اجتماع النقيضين ممّا لا يعقل خلافه ، امّا الدليل العقلي فمن الممكن خلافه ، الّا انه خلاف موازين العقلاء ، كما سبق في بعض مباحث الكتاب الالماع اليه.
سادسا : (ويشير إليه) اي : الى بطلان ما كان موجبا لاختلال أمر المعاش والمعاد (أيضا : ما ورد من نفي الحرج ، وتوسعة الدّين) حيث قال سبحانه : (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (١) وقال عليهالسلام : «ان شيعتنا في أوسع ممّا بين ذه وذه» وأشار الى السماء والارض (٢) (وذمّ من ضيّقوا على أنفسهم بجهالتهم) مثل :
__________________
(١) ـ سورة الحج : الآية ٧٨.
(٢) ـ تأويل الآيات : ص ١٧٦ وقريب منه في بحار الانوار : ج ٦٠ ص ٤٦ ب ٣٠ ح ٢٧.