ومحلّ الكلام ما لا يرجع فيه الشك الى الشك في ترك بعض ما يعتبر في الصحة ، كما لو شك في تحقق الموالاة المعتبرة في حروف الكلمة أو كلمات الآية.
لكنّ الانصاف : أنّ الالحاق لا يخلو عن اشكال ، لأنّ الظاهر من أخبار الشك في الشيء مختصّ بغير هذه الصورة ، إلّا أن يدّعى تنقيح المناط ،
______________________________________________________
لانه من أفراد الشك في الوجود ، اذ من المعلوم : ان الصلاة الباطلة وعدمها سيّان.
(ومحلّ الكلام) في هذا البحث : (ما لا يرجع فيه الشك الى الشك في ترك بعض ما يعتبر في الصحة) فإن الشك قد يرجع الى انه هل جاء بالشيء كاملا أو غير كامل؟ كما لو شك بانه هل ترك البسملة أو لم يتركها؟ وقد يعلم انه أتى به كاملا لكن لا يعلم هل انه كان متصفا بوصف الصحة ام لا؟ وذلك (كما لو شك في تحقق الموالاة المعتبرة في حروف الكلمة أو كلمات الآية) فانه يعلم بانه أتى بجميع الأجزاء ، لكن يشك في وصف الصحة ، والفرق بينهما : ان الشك في انه هل جاء بالبسملة ام لا هو شك في اصل وجود الشيء وعدم وجوده؟ بينما الشك في مثل الترتيب والموالاة وغير ذلك ممّا لا يعدّ مغايرا للقراءة هو شك في وصف الصحة ، وهذا القسم الأخير هو محل الكلام هنا.
(لكنّ الانصاف أنّ الالحاق) اي : الحاق الشك في الصحة بالشك في الوجود في كونه مجرى لقاعدة التجاوز (لا يخلو عن اشكال ، لأنّ الظاهر من أخبار الشك في الشيء مختصّ بغير هذه الصورة) لظهورها عند المصنّف في الشك في الوجود والعدم ، لا في وصف الصحة وعدم وصف الصحة.
(إلّا أن يدّعى تنقيح المناط) فمناط عدم العبرة بالشك بعد تجاوز المحل في الوجود والعدم ، آت في الشك بعد تجاوز المحل في الصحة وعدم الصحة ، فيعمّ