ويتصاعد بمقدار جده واجتهاده. وهو الذي يقوده في طريق الكمال الى مصاف الملائكة المقربين. والى ما يزيد ويعلو.
ومن ثم فان المنهج الالهي موضوع للمدى الطويل ـ الذي يعلمه خالقه العظيم لا غير ـ ومن هنا لا يكون الانسان المؤمن بربه ونظامه العدل المبين ، متعسفا ، ولا يكون عجولا ، في تحقيق غاياته. ويعلم يقينا أن المدى أمامه ممتد فسيح. لا يحده عمر فرد ، ولا تستحدثه رغبة مخلوق فان. فلا يخشى أن يعجله الموت أو تفوته الفرصة. عن تحقيق غايته البعيدة. كما يقع فيه أصحاب المبادىء الارضية. والانظمة المنحطة. والمذاهب المزيفة. الذين يتعسفون الامر كله في جيل واحد. ويتخبطون في خطيهم السريع. لانهم لا يصيرون على الخطى المتزنة. المقدرة من لدن خالق الانسان ومكون الاكوان. ومقدر الاشياء .. بمقاديرها. ولا يسلك المؤمن في الطريق العسوف التي يسلكها هؤلاء المنصرفون عن خالقهم العظيم. النابذون لمنهاجه القويم. ومن فعلهم الفاسد تقوم المجازر. وتسيل الدماء وتهتك الاعراض. وتتحطم القيم الانسانية ، وتضطرب الامور ويهلك الحرث والنسل وفي النهاية يحطمون أنفسهم. وتتحطم مبادئهم ومذاهبهم المصطنعة تحت مطارق التعسف والطغيان.
أما المؤمن الصحيح ، فانه يسير هينا لينا مع الفطرة النقية. فيدفعها من هنا ، ويردعها من هناك ، ويقوّمها حين تميل. ولكنه لا يكسرها ، ولا يحطمها ، بل يصير معها صير العارف البصير. الواثق بالعناية الالهية ، والغاية المرسومة ، من لدن حكيم خبير. ويعلم يقينا انه لا يكون الا ما اراده الخالق القهار. فلا يتعسف ولا يقلق ولا يحاول قطف الثمرة قبل أوانها. ويعلم حق العلم ان حكمة الله البالغة ، ومنهاجه العادل. هو الاصيل في بناء هذا الوجود. وهو