الذي يصير اموره وفق حكمته وتدبيره. وليس هناك فلتة عابرة ، ولا صدفة غير مقصودة ، بل أن الله سبحانه هو الحق. ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده. ولذا قال عزوجل :
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ. وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ. وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) س ٢٢ آية ٦٢
وقد خلق الله تعالى هذا الكون بالحق. فلا لبس فيه. ولذا قال تعالى :
(ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ. يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) س ١٠ آية ٦
ويرى المؤمن بالله تعالى. ان الحق هو قوام هذا الوجود. فاذا حاد عنه وقع في الفساد. وهلك الوجود باسره. ولذا قال تعالى :
(وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ) س ٢٣ آية ٧١
ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر. ولا بد للباطل ان يزهق. ولذا قال تعالى :
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) س ٢١ آية ١٨
والرجوع الى الله تعالى والى نظامه العادل المستقيم. رجوع الى الحق. ونبذ للباطل. ونيل للسعادة. ونبذ للشقاء من أصله وجذوره.
ان العود لنظام الخالق الحكيم العليم القدير. عودة بالحياة كلها الى منبعها الاصيل. ان منهج الله تعالى قد رسمه للبشرية كافة وهو المتكفل لتحقيق السعادة لها مدى الحياة. فالراحة والهناء والامن والامان في تحكيم هذا النظام وحده. والتحاكم اليه دون سواه. في