جميع شؤون الحياة. والميل والانحراف عنه الى سواه. هو الفساد والضلال والدمار والخراب. للارض ومن عليها. والشقاء والارتكاس في الحمأة لكل من انحرف عن الحق والعدل. وهو رجوع الى الجاهلية التي كانت تعبد الأوثان. وتسير وفق الأهواء والشهوات :
(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ. وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ. إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) س ٢٨ آية ٥٠
ان التمسك بنظام الله ومنهاجه والتحاكم اليه. ليس نافلة مستحبة ولا تطوعا وموضوع تخيير. انما هو الايمان بالله او الكفر به. فلا ايمان عند من نبذ قانون الله وعدل عن نظامه. الى نظام المخلوق الناقص المحدود. قال تعالى :
(ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ. إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً. وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ. وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ. هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) س ٥ آية ٢٤
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) س ٥ آية ٢٤
فالأمر جدي وحتمي انه أمر بالعقيدة من أساسها. ثم هو أمر دائر بين سعادة هذه البشرية أو شقائها.
ان البشرية من صنع الله تعالى ، فلا يمكن اهتدائها لما يصلحها ويسعدها الا من قبل خالقها وصانعها الذي هو أدرى بعللها وأمراضها. وبالدواء النافع لها.
وقد أنزل لها نظاما وقانونا من عنده
(لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)
فيه مفاتيح كل مغلق وشفاء من كل داء. وهدى من كل ضلال.
ولذا قال عزوجل :