(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ. وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) س ١٧ آية ٩
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) س ١٧ آية ٨١
ولكن هذه البشرية المريضة أبت أن تطلب الدواء من صانعه. ولا أن تذهب بالمريض الى طبيبه الخاص. وأبت أن تستدعي لاصلاح هذا الجهاز مهندس مصنعه. الذي صنعه وانشأه. هذا الجهاز الانساني العجيب. الغالي عند خالقه. والكريم على موجده. الذي لا يعلم مساربه ومداخله ومخارجه الا الذي أبدعه وأنشأه. قال عزوجل :
(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) سورة الملك آية ١٤
مع أن هذه البشرية الأبية كل الاباء بالرجوع في اصلاح هذا الانسان الى خالقه. تراها هي في الوقت الحاضر ترجع في اصلاح جميع أجهزتها ـ اذا تعطلت ـ الى نفس المصنع الذي منه خرجت.
ولها صنع وركب. لعلمها بأنه أعرف المخلوقات في اصلاحها ومعرفة دائها ودوائها. ولكن لا تطبق هذه القاعدة العقلائية على نفس الانسان فترده الى الى مصنعه ومركبه. ومخترعه. الذي قد أوجده في أحسن تقويم. وصوره فأحسن تصويره.
ولقد كانت تنحية المسلمين عن قانون الاسلام حدثا هائلا في تاريخ البشرية. ونكبة قاصمة في حياتها. نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألمّ بها من نكبات ومصائب غير محدودة.
ان هناك عصابة من المضللين الخداعين. أعداء البشرية والانسانية تضع لها المنهج الالهي في كفة وما لفقه المخلوق الناقص المحدود في عالم المادة في كفة اخرى.