(فَلا تَخْشَوْهُمْ .. وَاخْشَوْنِي)
فلا سلطان لهم عليكم ، ولا يملكون شيئا من احدكم ، مادمتم في طاعتي وضمن حدودي ، ومتمسكين بحبلي ومتبعين لأهل بيت نبيي الذين هم فيكم بمثابة باب حطة في بني اسرائيل من دخله كان من الآمنين ، وهم فيكم بمثابة سفينة نوح من ركبها فاز ونجا ، ومن تركها ضل وهوى وخسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين ، وكذلك فعلت الامة المسلمة بعد موت نبيها حينما تركوا الحق واتبعوا الباطل وتركوا الهدى واتبعوا الضلال ، وتركوا امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) واتبعوا أهل الشرك والنفاق حتى تقهقروا الى الحضيض وأصبحوا اذلاء بين الاعداء تائهين بغير امام ولا دليل ولا هدى ولا سراج منير.
(وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
ولقد كانت النعمة التي يذكرهم بها حاضرة بين أيديهم ، يدركونها في أنفسهم ويدركونها في حياتهم ، ويدركونها في مجتمعهم وموقفهم في الارض ومكانهم في الوجود.
وذلك حين ما وقف فيهم نبيهم ص وآله في غدير خم بعد رجوعه من حجة الوداع في الهجير الشديد ، وقال خطبته العصماء ، وناداهم بكل مالديه من عزم وقوة برفيع صوته :
أيها الناس : من أولى بكم من أنفسكم قالوا : الله ورسوله ، فقال ص وآله :
من كنت نبيه فهذا علي بن ابي طالب امامه ـ وكذب من ادعى الاعتراف بنبوتي وأنكر امامته ـ ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره وأدر الحق معه حيث دار فاسمعوا الله واطيعوا تنالوا سعادة الدنيا