وكأن هذه الآيات تقول بلسان خالقها ما قيمة ادارة الوجه الى المشرق يعني بيت المقدس أو الى المغرب يعني الى الكعبة ، اذا لم يكن ناشىء عن عقيدة صحيحة وعمل صالح وتقوى من الله تعالى.
ان الايمان بالله تعالى هو نقطة التحول في حياة البشرية ، من العبودية لشتى القوى الى عبودية واحد أحد فرد صمد (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
هي العبودية التي تتحرر بها النفس من كل عبودية ، وترتفع بها الى مقام المساواة بين سائر المخلوقات في الصف الواحد امام عبودية الخالق العظيم الغفور الرحيم الرازق الكريم.
وهي نقطة التحول من الفوضى الى النظام ، ومن التيه الى الاخلاص لله عزوجل ، في كل حركة او سكون ، في كل أخذ أو عطاء ، في كل غضب أو رضا ، في كل براءة أو مولاة ، في كل قطع أو صلة.
واما الايمان باليوم الآخر ، فهو الايمان بالعدالة الالهية المطلقة لاكرام المحسن على احسانه ومقاصصة المجرم على اجرامه ، وان حياة الانسان على هذه الارض ليس فوضى بغير ميزات. واما الايمان بالكتاب والنبيين ، فهو الايمان بوحدة الرسائل السماوية والديانة الالهية ، فلا تعدد فيهما ابدا ولا تنافر بينهما ابدا فالخالق واحد ، والمعبود واحد والمشرع واحد لا شريك له ولا ند. وهو الله الواحد القهار العزيز الجبار العادل الحكيم ، (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ، والرازق الكريم قابل التوبة شديد العقاب ذو القوة المتين.
واما اقامة الصلاة فهي مجرد حركات بدون نفع اذا لم تتبعها لوازمها وهي الانتهاء عن الفحشاء والمنكر ، فمن صلى ولم ينته عن المحرمات فصلاته اما رياء واما عن عادة اعتادها.