واما الزكاة فهي أيضا مشروطة بان تكون من المال الحلال وان تنفق لأهلها بدون طلب عوض من المخلوقين ، بل يجب ان تنفق لوجه الله تعالى ولمن عينهم الله لذلك العطاء.
واما الوفاء بالعهد فهو المحك والاختبار وما أقل الاوفياء الذين يفون بعهد الله تعالى فاليهود قد خانوا عهد رسولهم موسى (ع) حينما أمرهم بتصديق عيسى بن مريم (ع) عند بعثه.
والنصارى قد خانوا عهد رسولهم عيسى (ع) حينما أمرهم بتصديق محمد بن عبد الله عند بعثه.
والمسلمون قد خانوا عهد رسولهم محمد ص وآله حينما أمرهم بتصديق وصيه علي بن أبي طالب (ع) أجل لقد خانوا ونقضوا عهده ، وأسرعوا الى سقيفتهم الخبيثة ليغتنموا فرصة انشغال ـ أمير المؤمنين وسيد الوصيين وخليفة رب العالمين ـ في تجهيز نبي الرحمة وهادي الامة من هذه الدار الى دار القرار ومثواه الاخير في جنات النعيم.
أجل لقد نقضوا العهد وخانوا الامانة وباؤوا بغضب الله ولعناته ، وأهلكوا الامة بتركهم لهارون واتباعهم للسامري وعجله اللعين ، وقسموا المسلمين أحزابا وشيعا وجلبوا بفعلهم الاثيم على الاسلام والمسلمين الذل والخذلان الى يوم الدين الى ان يفرج الله تعالى الهم والغم بخروج حجة الله المنتظر ابن حيدر الكرار وفاطمة الزهراء (ع) الذي سيملأ الارض عدلا وقسطا ، كما ملات بسبب نقض الأولين لعهد رب العالمين ظلما وجورا ، وذلا وهوانا (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا) ونكثوا (أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
واما (الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) فهو تربية للنفوس وتركيزها كي لا تطير شعاعا مع كل ريح وفي كل نازلة ، فتصبر في البؤس والفقر ،