(وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ... وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) هنا تطلع على سماحة الاسلام المقدس الذي يقبل الانسان كلما بعد عنه وانقطع ، يفتح له باب الانابة والرجوع والاتصال حتى يضيء كما يضيء المصباح اذا اتصل بمادة الكهرباء ، ويرجعه الى خلافته في أرضه ويورثه سمائه وجنته في نعيم الابد. (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) من القبل الذي خلقه لا من سواه
وهذا المنهج في معاملة الانسان هو الذي يلاحظ الفطرة كلها لانه من صنع خالق هذه الفطرة وكل منهج آخر يخاف عنه في قليل أو كثير ، والله تعالى هو الذي يعلم وانتم لا تعلمون.
(وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٢٤) لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (٢٢٥) لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُو فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٢٢٦) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٢٧))
البيان : عن الامام (ع) : لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين ، فان الله يقول :
(وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) (من حلف بالله كاذبا كفر ، ومن حلف بالله صادقا أثم) ولا تجعلوا اليمين بالله مبتذلة لان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس فان من كثرت ايمانه لا يوثق بحلفه. ومن قلت ايمانه فهو أقرب الى التقوى والاصلاح بين الناس (وَاللهُ سَمِيعٌ) لأقوالكم (عَلِيمٌ) في ضمائركم ، لا يخفى عليه من ذلك خافية.
(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ...) عن الصادق (ع) الايلاء أن يحلف الرجل على امرأته ان لا يجامعها فان صبرت عليه فلها أن تصبر ، وان رفعته الى الامام انظره اربعة أشهر ثم يقول له بعد ذلك اما أن ترجع الى المناكحة ، واما ان تطلق. فان أبى حبسه ابدا) ويجب على من رجع وجامع بعد الايلاء ان يكفر عن يمينه (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).