ان الذين يحاربون حقيقة الايمان ان تستقر في المجتمع .. انما هم أعداء البشرية في الحياة. ويحاربون شريعة الايمان ان تستقر في قلوب المؤمنين فهم اظلم الظالمين للبشرية.
ومن واجب البشرية ـ لو رشدت ـ ان تطاردهم حتى يصبحوا عاجزين عن هذا الظلم الذي يزاولونه.
(اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥))
البيان : كل صفة من هذه الصفات تتضمن قاعدة من قواعد التصور الاسلامي الكلية ، ومع ان القرآن في عمومه كان يدور على بناء هذا التصور ، فاننا نتلقى في القرآن مناسبات شتى بهذا الموضوع الاصيل الهام ، الذي يقوم على اساسه المنهج الاسلامي كله ، وقد تحدث فيما سبق في سورة الفاتحة.
وكل صفة من هذه الصفات تمثل قاعدة يقوم عليها التصور الاسلامي الناصع (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فهذه الوحدانية الحاسمة التي لا مجال فيها لأي انحراف او لبس مما طرأ على الاديان السابقة ـ كعقيدة التثليث المبتدعة ـ بعد عيسى (ع) ـ وكعقيدة قدماء المصريين ـ
هذه الوحدانية الحاسمة هي القاعدة التي يقوم عليها التصور الاسلامي ، والتي ينبثق منها منهج الاسلام للحياة كلها. فعن هذا التصور ينشأ الاتجاه الى الله وحده بالعبودية ، فلا يكون انسان عبدا الا لله ، ولا يتجه بالعبادة الا لله (الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
والحياة التي يوصف بها الاله الواحد هي الحياة الذاتية ، التي لم تأت من مصدر آخر كحياة المخلوقات المكسوبة من الخالق العظيم ، ومن