ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠))
البيان : انه التشوف الى ملابسة سر الصنعة الآلهية. وحين يجيىء هذا التشوف من ابراهيم «ع) فانه يكشف عما يختلج احيانا من الشوق والتطلع لرؤية الصنعة الآلهية في قلوب اقرب المقربين.
وليس هذا التشوق طلبا للبرهان او تقوية للايمان. انه امر الشوق الروحي الى ملابسة السر الآلهي. في اثناء وقوعه العملي.
وقد رأى ابراهيم السر الآلهي يقع بين يديه. طيور فارقتها الحياة. وتفرقت في اماكن متباعدة وتعود اليه سعيا. وقد يصدق به كل مؤمن (وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) (كُنْ فَيَكُونُ).
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١))
البيان : ان الدستور الاسلامي لا يبدأ بالفرض والتكليف. انما يبدأ بالحض والتأليف. انه يستجيش المشاعر والانفعالات الحية في الكيان الانساني كله. (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)
ان المعنى الذهني للتعبير ينتهي الى عملية حسابية تضاعف الحبة الى سبعمائة حبة واكثر. انه مشهد الحياة النامية. مشهد الطبيعة الحية مشهد الزراعة الواهبة. ثم مشهد العجيبة في النتاج. الذي يحمل سبع سنابل وفي كل سنبلة مئة حبة واضعاف ذلك (وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢))
البيان : المن بعد العطاء والجود عنصر كريه لئيم تأباه النفوس الطيبة. وتنفر منه ومن فاعله ..
وما اراد الاسلام بالحث على الانفاق مجرد سد الخلة وملء البطن