الشامل القصير. (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) المال مضاعف لهم والبركة في اعمارهم. والجزاء في الاخرة لهم رضوان من الله عليهم (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لا حزن ولا خوف لا في الدنيا ولا في الآخرة. انه التناسق في ختام الدستور القويم.
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧٥))
البيان : الصدقة عطاء وسماحة. وطهارة وزكاة. والربا هو الوجه الكالح الطالح. والصدقة يطلب منها العوض من خالق البشر. والربا يؤخذ اضافة على ما اعطى من المخلوق ولم يبلغ من تفظيع امر اراد الاسلام ابطاله من امور الجاهلية ما بلغ من تفظيع الربا.
ولا بلغ من التهديد في اللفظ والمعنى ما بلغ في امر الربا ـ في هذه الآيات وغيرها ـ ولله الحكمة البالغة. فلقد كانت للربا في الجاهلية مفاسده وشروره. ولكن لم تكن بادية في مجتمع جاهلي كما بدت اليوم وتكشفت في عالمنا الحاضر.
فهذه الحملة المفزعة في هذه الآيات على أهل الجاهلية الذين لم يبلغوا عشر معشار ما بلغه اهل هذا العصر في القرن العشرين من تفش المعاملات في الربا حتى لم يلحظ به ادنى منافاة لله ورسوله ص وآله.
مع ان المجتمع الحاضر يدرك فظاعة الاستنكار من هذه الآيات على اهل الربا ما لم يدركه من نزلت عليهم هذه الآيات. ومع هذا فانك ترى ان البلايا تنصب على أهل هذا الزمان اضعاف ما اصاب العصر الجاهلية. ولا متعظ ولا معتبر. وتتلقى ـ حقا ـ حربا من الله تصب عليها. ولا تعتبر ولا تفيق.