ما كسبت وهم لا يظلمون ـ ان خيرا فخيرا. وان شرا فشر (لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها)
(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦))
البيان : وفي هذه اللمسة تجلية لشبهات النصارى في عيسى (ع) ونشأته ومولده. فالله هو الذي صور عيسى .. (كَيْفَ يَشاءُ) لا ان عيسى هو الرب. او هو الابن. أو هو الافنوم اللاهوتي الناسوتي الى آخر ما انتهت اليه التصورات المنحرفة المجانبة لفكرة التوحيد الناصعة القريبة للادراك باطلة.
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (٧))
البيان : ان الله سبحانه وتعالى انزل قرآنه المعجز على قسمين قسم محكم. بمعنى ان ما يفهمه كل عربي من ظاهره هو المراد لله تعالى وذلك الحجة على العالم والجاهل والبدوي والحضري وهو الذي لا يختلف فيه اثنان ابدا. وبمجرد ما يقع الخلاف في البيان وفهم المعنى من الآية فمعناه ليس بالمحكم بل هو من المتشابه. فميزان المحكم الاتفاق من جميع الفئات المسلم وغير المسلم بدون استثناء. وكل ما وقع في بيانه ومعناه الخلاف فهو ليس من المحكم. فلا بد من الرجوع في بيانه الى اهل العلم حسب درجاتهم وتحصيلهم وصفاء سريرتهم واعلاهم اهل البيت (ع)
والقسم الثاني من المتشابه هو الذي يختص بيانه بالنبي ص وآله واهل بيته المعصومين الذين علمهم من الله. وقولهم وفعلهم حجة على جميع العباد وكل قول او فعل خالفهم فهو بطل وضلال لا يجوز الاخذ به من اي شخص كان ومن اي مورد ورد.