وقيل : ان المراد بها أن القرآن الذي عجزتم عن معارضته من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في خطبكم وكلامكم فاذا لم تقدروا عن الاتيان بمثله. فاعلموا انه منزل من عند الله الخالق العظيم الحكيم القدير. لان العادة لم تجر بان يتفاوت الناس في القدر هذا التفاوت العظيم. وانما كررت في مواضع عديدة استظهارا في الحجة. فآتوا بمثله ان كنتم صادقين في تكذيبكم انه من عند الله العلي العظيم.
قوله : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢))
عن الامام (ع) : يعني القرآن الذي افتتح بالم ذلك الكتاب الذي أخبرت عنه الانبياء (ع) وقيل ذلك اشارة الى علي (ع) الذي بيان هذا الكتاب عنده. ولذا ورد عنه انه قال : انا كتاب الله الناطق ، والقرآن كتاب الله الصامت). وكون علي ترجمان القرآن وباب علم مدينة الرسول ص وآله فلا ريب فيه.
وعن الامام الصادق (ع) ان المتقين هم شيعة علي (ع) وهو الهادي لهم.
وروى عن النبي ص وآله انه قال : انما سمي المتقون لتركهم ما لا بأس به حذرا من الوقوع فيما فيه البأس. وقيل التقوى أن لا يراك الله حيث نهاك. ولا يفقدك حيث أمرك.
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣))
لما وصف القرآن بانه هدى للمتقين ، بين صفة المتقين ، فقال (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) أي يصدقون بجميع ما أوجب الله تعالى أو ندب اليه أو أباحه. أو حرمه أو نهى عنه. ويصدقون بالقيامة والجنة والنار ، وكل ما اخبر به الله تعالى ولم يدركه الانسان بحواسه.
وعن النبي ص وآله : الايمان سر. واشار الى صدره ، والاسلام علانية. (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) باتمام ركوعها وسجودها. وأركانها وأجزائها كاملة.