قيل المراد بالختم العلامة الدالة على كفرهم. وقيل نكتة سوداء تحصل من فعل الجرائم. والفساد في الارض. وتشاهدها الملائكة. وكذلك الحال بالنسبة الى سمعهم وابصارهم فان الجرائم تغطي غشاء على بصيرة القلب وعلى مسامعه فلا يبقى فيه خير لان يصغي الى المواعظ والعبر مهما عرض له وعرضت عليه.
واسناد الختم الى الله عزوجل اسنادا مجازيا ، لانه كان يمكنه أن يجبره على ترك الجريمة ولكن شاءت ارادته تعالى أن يترك لعباده الخيار بعد البيان والانذار ، حتى يستحق المطيع الثواب والنعيم الخالد. ويستحق العاصي المعاند العقاب والعذاب الدائم.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨))
كالاول والثاني واضرابهما من المنافقين الذين زادوا على الكفر الموجب للختم والغشاوة النفاق ، ولا سيما عند نصب امير المؤمنين (ع) للخلافة والامامة في غدير خم وغيره من المواقف ويدخل في ذلك كل منافق سابق ولاحق وحاضر في حينه الى يوم الدين.
وقد تعاهد المنافقون في غدير خم لئن مات محمد ص وآله لا نمكن عليا من الخلافة ولو رجعت الناس لعبادة الاصنام أو اهلك بعضهم بعضنا لأجل ذلك.
وكانوا يأتون النبي ص وآله فيظهرون رضاهم بخلافة علي بألسنتهم وقلوبهم على خلاف ذلك.
(يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٩))
ان القلوب لتمرض كما يمرض الجسم ، وهؤلاء المنافقون يخادعون بما يظهرون للناس من الايمان بالله ورسوله. وفي قلوبهم الكفر والنفاق. وينسب خداعهم الى الله تعالى مجازا لان الخداع حقيقة لا يصدق الا لمن ينخدع بالظاهر ويخفى عليه الباطن. والله