البيان : انه نموذج من نماذج البشرية يقتات الجبن والادعاء ، هؤلاء الناس يؤكد الله للرسول ص وآله انهم لا نجاة لهم من العذاب ، وان الذي ينتظرهم عذاب أليم لا مفر لهم منه ولا معين.
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩))
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (١٩١) رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (١٩٢) رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (١٩٣) رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (١٩٤))
البيان : ان التعبير يرسم هنا صورة حية من الاستقبال السليم للمؤثرات الكونية في الادراك السليم وصورة حية من الاستجابة السليمة لهذه المؤثرات المعروضة للانظار والافكار في صميم الكون بالليل والنهار.
والقرآن المجيد يوجه القلوب والانظار توجيها مكررا مؤكدا الى هذا الكتاب المفتوح الذي لا تفتأ صفحاته تقلب ، فتتبدى في كل صفحة آية موحية ، تستجيش في الفطرة السليمة احساسا بالحق المستقر في صفحات هذا الكتاب (وفي تصميم) هذا البناء ، ورغبة في الاستجابة ، لخالق هذا الخلق ، ومودعه هذا الحق ، مع الحب له والخشية منه في ذات الأوان ، وأولو الالباب ، هم أولو الادراك الصحيح ، يفتحون بصائرهم لاستقبال آيات الله الكونية ، ولا يقيمون الحواجز ، ولا يغلقون المنافذ بينهم وبين هذه الآيات ، ويتوجهون الى الله بقلوبهم قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، فتتفتح بصائرهم ، وتشف مداركهم وتتصل بحقيقة الكون التي أودعها الخالق العظيم اياه ، وتدرك غاية وجوده