عند الله. ولا يمكن ان يكون من عند غير الله العزيز الحكيم. الصانع القدير. الخبير البصير (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) والقرآن المجيد يدل الجماعة المسلمة على الطريق الصحيح : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ..)
أي لو انهم ردوا ما يبلغهم من أنباء الامن أو الخوف والمتشابه الى الرسول ص وآله ـ ان كان معهم ـ او الى أولى الأمر من اهل بيته المعصومين (ع). لعلموا حقيقته وهم القادرون على استنباط هذه الحقيقة واستخراجها من ثنايا الاحكام الشرعية المنزلة من عند خالق الانسان لهذا الانسان.
فمهمة الجندي الطيب في الجيش المسلم. حين يبلغ اذنيه نداء الامام له فيرجع في بيانه الى امامه عند عدم ادراك فهمه وبيان معناه الحقيقي (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ) أية واحدة تحمل هذه الشحنة كلها. وتتناول القضية من اطرافها وتتعمق السريرة. والضمير. وهي تضع التوجيه والتعليم. ذلك لأنه من عند الله :
(وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) لكنه من عند الله فلا اختلاف فيه
(فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (٨٤))
البيان : من خلال هذه الآية الكريمة ـ بالاضافة الى ما قبلها ـ تبرز لنا ملامح كثيرة في الجماعة المسلمة يومذاك. كما تبرز لنا ملامح كثيرة في النفس البشرية في كل حين.
أ ـ يبرز لنا مدى الخلخلة في الصف المسلم. وعمق آثار التبطئة والتثبط فيه.
ب ـ كما يبرز لنا مدى المخاوف والمتاعب في التعرض لقتال المشركين يومذاك.