ج ـ كذلك تبرز لنا حاجة النفس البشرية ، وهي تدفع الى التكاليف التي تشق عليها الى شدة الارتباط بالله. وشدة الطمأنينة اليه. وهذه كلها حقائق يستخدمها المنهج الرباني. والله هو الذي خلق هذه النفوس وهو يعلم كيف تربى وكيف تستجيب.
(مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً (٨٥))
البيان : الذي يشجع ويحرض ويعاون على القتال في سبيل الله يكون له نصيب من اجر هذه الدعوة وآثارها. والذي يبطىء ويثبط تكون عليه التبعة وآثارها في الدنيا والآخرة.
(وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً (٨٦) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً (٨٧) فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (٨٨))
البيان : لقد جاء الاسلام بتحيته الخاصة. التي تميز المجتمع المسلم وتجعل كل سمة فيه ـ حتى السمات اليومية العادية ـ متفردة متميزة. لا تندمج ولا تضيع في سمات المجتمعات الاخرى.
جعل الاسلام تحيته : (السلام عليكم) فاذا اراد زيادة زاد (ورحمة الله وبركاته) والرد على القليل بالكثير وعلى الكثير بمثله بدون نقصان. وهكذا أمر نبي الاسلام ص وآله.
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : انه من توحيد الله تعالى وافراده بالالوهية.
تبدأ خطوات المنهج الرباني وكذلك من الاعتقاد في الآخرة وجمع الله لعباده. ليحاسبهم هناك على ما اتاح لهم في الدنيا من فرص العمل والابتلاء (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً ..).