(فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا) : اننا نجد في النصوص استنكار لانقسام المؤمنين فئتين في أمر المنافقين. وتعجبا من اتخاذهم هذا الموقف شدة وحسما في التوجيه الى تعود الموقف على حقيقته. وفي التعامل مع اؤلئك المنافقين كذلك.
(وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا) : وانما ينسب الضلال الى الله تعالى مجازا ليبرهن عن قدرته الكاملة بمعنى انه لو اراد ان يمنع هؤلاء الذين ارادوا الضلال. لمنعهم بارادته التكوينية. ولم يكن وصولهم للضلال الذي ارادوه عن عجز من الله تعالى لكن تركهم ينفذون ما ارادوا ليزدادوا طغيانا ثم يأخذهم أخذ عزيز ذي انتقام. وفي الآخرة عذاب شديد خالدا لا يزول.
(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٨٩) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (٩٠))
البيان : انهم قد كفروا على الرغم من البراهن والمعجزات التي ظهرت لهم دالة على صدق هذا الرسول ص وآله وصواب هذا الدين الذي يدعو اليه. وحقيقة هذه الشريعة الآلهية التي اتى بها من خالق الكون وهم لم يكتفوا بكفرهم وعنادهم للحق والصواب. بل جعلوا يسعون لتضليل المسلمين ليكونوا معهم ومثلهم كافرين معاندين. لأن الذي يفسد ويخبث لا يستريح لوجود الهدى والايمان في الارض وربح من آمن واتبع الهدى. مع كونه قد كفر واتبع الضلال المبين ووقع في الخسران الهائل.
هذا هو الايضاح الاول لحقيقة موقف اؤلئك المنافقين والكافرين.