والقرآن يلمس مشاعر المؤمنين لمسة قوية مفزعة لهم وهو يقول مهم : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً)
(فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ) : ان الاسلام يتسامح مع اصحاب العقائد الفاسدة فلا يكرههم ابدا. على اعتناق عقيدة الاسلام. حتى وهم يعيشون في ظل نظامه ودولته.
ولكن لا يتسامح مع من يظهر اعتناقه للاسلام ثم يريد الفساد والتضليل لجماعة المسلمة ذلك لان التسامح لأهل الفساد في الافساد. اقرارا لفسادهم وتقوية لهم على الفساد. فالاسلام وان كان من شأنه التسامح. ولكنه يكافح الفساد والمفسدين وفي هذه اللفتات واللمسات من المنهج القرآني للجماعة المسلمة الاولى. بيان وبلاغ ليحذروا من خدع الاعداء.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ) .. (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) وهكذا يلمس المنهج التربوي الحكيم نفوس المسلمين المتحمسين الذين لا يرضون هذا الموقف من هذا الفريق. يلمسه بما في هذا الموقف من فضل الله وتدبيره.
لقد نهاهم عن السلم الرخيص. لأنه ليس الكف عن القتال. بأي ثمن هو غاية الاسلام انما غاية الاسلام : السلم الذي لا يتحيف حقا من حقوق الدعوة. ولا من حقوق المسلمين.
(سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً (٩١))
البيان : هكذا نرى صفحة من حسم الاسلام وجديته الى جانب سماحته وتغاضيه. هذه في موضعها. وتلك في موضعها. وطبيعة الموقف. وحقيقة الواقعة هي التي تحدد هذه وتلك. ورؤية هاتين