الحق المبين أنتم والحجارة سيان على أن ذكر الحجارة هنا يوحي سخرية أخرى كأنه يقول لهم أنتم لستكونون طعام النار التي تأكل الحجارة.
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥))
وفي مقابل ذلك المشهد المفزع والتهديد المرعب ، يعرض مشهد النعيم الهائل الذي ينتظر المؤمنين ويبشرهم بنعيم لا يزول ولذة تستحقر عندها جميع اللذائذ من أنهار وأثمار وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يفعلون ولخالقهم مظعنون مطيعون.
وهذا التشابه في الاشكال والتنوع في الملذات ، سمة واضحة في صنعة الخالق العظيم تجعل الوجود أكبر في حقيقته مما يراه العباد. ويدركه الانسان المحدود في كل أفعاله.
ولنأخذ الانسان نفسه نموذجا كاشفا لهذه الحقيقة الكبيرة ... الناس كلهم ناس من ناحية قاعدة التكوين : رأس وجسم وأطراف. لحم ودم وعظام وأعصاب ، عينان واذنان وفم ولسان ، خلايا حية من نوع واحد ، وتركيب متشابه في الشكل والمادة.
ولكن أين غاية المدى في السمات واين غاية المدى في الطباع والاستعدادات ، قد يبلغ الفارق بين انسان وانسان أبعد مما بين السماء والارض.
وهكذا يبدو التنوع في صنعة الخالق العظيم والمدبر الحكيم ، التنوع الهائل في الانواع والاجناس في الاشكال والسمات ، في المزايا والصفات. وكله مردود الى خلية واحدة.
فمنذا يشك في وجود الله عزوجل وهذه اثار صنعه. ومنذا يفكر