القرآني الذي يفتي فيه المؤمنين فيما يستفتون فيه الرسول ص وآله في أمر النساء ويقص عليهم حقوق اليتيمات وحقوق الوالدات الضعاف وينتهي بربط هذه الحقوق وهذه التوجيهات كلها بالمصدر الذي جاء من عنده هذا المنهج (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً).
فهو غير مجهول وغير ضائع ، وغير متروك ، فهو مكتوب ومسجل في كتاب حق وعدل وهذا هو المرجع الاخير الذي يعود اليه المؤمن ، ويلاقي جزاء ما صنع وفعل وتحرك وسكن ويحصد غدا ما يزرعه اليوم ، ويسكن غدا ما بناه في هذه الحياة الوقتية ، قال الشاعر :
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها |
|
الا التي كان قبل الموت بانيها |
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١٢٨)
وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (١٢٩) وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللهُ واسِعاً حَكِيماً (١٣٠))
البيان : ان الله تعالى ينسم القلوب التي دبت فيها الجفوة والجفاف ، نسمة من الندى والايناس والرغبة في ابقاء الصلة الزوجية ، والرابطة العائلية.
ان الاسلام يتعامل مع النفس البشرية بواقعها كله ، فهو يحاول ـ بكل وسائله المؤثرة ـ أن يرفع هذه النفس الى أعلى مستوى تهيؤها لها طبيعتها وفطرتها ، ولكنه في الوقت ذاته لا يتجاهل حدود هذه الطبيعة والفطرة ، ولا يحاول أن يقسرها على ما ليس في طاقتها ، ولا يقول للناس اضربوا رؤوسكم في الحائط فانا أريد منكم كذا والسلام ، سواء كنتم تستطيعون أو لا تستطيعون.