اندحر المسلمون أمام الصليبيين لفساد أعمالهم وبعدهم عن الاسلام كل البعد. أو لخرجوهم عن حقيقة الاسلام ، كما في هذه الايام حيث نبذوا القرآن والاحكام الشرعية وحكموا بغير ما أنزل الله تعالى. حين جلبوا القوانين الالحادية بدلا عن القوانين الالهية ، وحينئذ معناه انهم خرجوا عن كونهم دول اسلامية كما هو مشاهد في جميع الدول العربية حتى أنهم بدلوا عنوان الاسلام بعنوان عرب وعروبة وأي علاقة لله بهذا العنوان حتى ينصر اهله على أعدائهم وهل هم الا أعداء لله كغيرهم وأي عداوة لله تعادل نبذ شريعته والرجوع الى تحكيم الجبت والطاغوت وقد أمر الله المسلمين أن يكفروا به بدون هوادة.
وليس بيننا وبين النصر في أي زمان وفي أي مكان ، الا ان نستكمل الايمان في حقيقته ، ونستكمل مقتضيات هذه الحقيقة في حياتنا وواقعنا كذلك. ومن حقيقة الايمان ان نأخذ العدة التي أقدرنا الله تعالى عليها ، ومن حقيقة الايمان الا نركن الى الاعداء. والا نطلب العزة الا من الله القوي العزيز.
ووعد الله هذا الاكيد يتفق تماما مع حقيقة الايمان ، في كل زمان ومكان ، ان الايمان صلة بالقوة الكبرى ، التي لا تضعف ولا تفنى ولا تغلب ، والكفر منفصل عن هذه القوة الالهية ، ومن المستحيل أن تغلب فئة منفصلة عن مصدر القوة ، فئة متصلة بتلك القوة التي لا تقهر ولا تغلب ، وفي كل موقعة تحققت غلبة المنفصلة لقوة أخرى. استكشفنا بالاثر ان الفئة المغلوبة ايضا منفصلة عن القوة الالهية التي لا تقهر ولا تغلب. والقاعدة تبقى على تمامها وكمالها (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) غاية الامر لا بد من التفريق بين الحقيقة والمظاهر الخارجية.