منوطة بالايمان وتنفيذها كما هي هو الايمان ، فالذي يعدل عنها انما يكفر بالايمان ويستره ويجحده.
والحبوط مأخوذ من انتفاخ الدابة وموتها اذا رعت مرعى ساما ، وفي الآخرة تكون الخسارة. وهذا التعقيب الشديد والتهديد المخيف يجيء على أثر الحكم الشرعي بحلال وحرام في المطاعم والمناكح بدون دليل فيدل على ترابط جزئيات هذا المنهج في الدين الذي لا هوادة في مخالفته.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٦))
البيان : ان الحديث عن الصلاة والطهارة الى جانب الحديث عن الطيبات من الطعام والطيبات من النساء ، وان ذكر حكم الطهارة الى جانب أحكام الصيد والاحرام والتعامل مع الذين صدوا المسلمين عن المسجد الحرام ، ان هذا لا يجيء اتفاقا ولا مصادفة لمجرد السرد ولا يجي كذلك بعيدا عن جو السياق وأهدافه ، انما هو يجيء في موضعه من السياق ولحكمته في نظم القرآن.
انها ـ اول ـ لفتة الى لون آخر من الطيبات ، طيبات الروح الخاصة ، الى جانب طيبات الطعام والنساء ، لون يجد فيه قلب المؤمن ما لا يجده في سائر المتاع. انه متاع اللقاء مع الله في جو من الطهر والخشوع والنقاء.
فلما فرغ من الحديث عن متاع الطعام والزواج ، ارتقى الى متاع